الاثنين، ١ أكتوبر ٢٠٠٧

دمـــــــــــــــــــــــــــوع

الدموع مش بإيدينا


قد يعتقد البعض أن دموع الرجل دليل على ضعفه وقد يراها آخرون انها دليل على طيبة قلبه وحنانه المنقطع النظير .. هم يرون ذلك ولم يلتفت أحد إلى المرارة التي قد يشعر بها أي انسان عندما يشعر بظلم أو قهر لا يعرفون معنى أن ترتعد خوفا من أن يراك أحدهم تدمع وتمتلئ عيناك بالدموع . تلك الدموع الدافئة التي تلامس وجنتيك الصفراوين بفعل التعب والسهر والغرق في الأمل لن يشعر أحد بأنك مقهور في قلبك صرخات لو وجدت منفذا للعبور فستملأ الدنيا آهات والآم وسيل من العبرات الحزينة .
هكذا هي الحياة لن تحيا سعيدا مهما أتاح لك الدهر من سعادة لن تشعر بفخر بما صنعت لأنهم يرفضون ذلك يرفضون أن تكون ابتسامتك حاضرة في كل وقت وكل حين .
تخرج دمعة رقيقة لتحفر ممرا ضيقا حتى تصل إلى منتهاها تمر في رحلتها لتداعب أنفك فيقشعر بدنك و تشعر بأثرها وقد وقف في حلقك حتى تصل لشفتك العليا لتمر عليها مرور العاجز بين جبلين كي تصل إلى شفتك السفلى وبتلقائية شديدة ستجد لسانك مجبرا على الخروج من ظلمة فمك ليلتقط ما تبقى منها واختلط بمرارة يوم عصيب حتى تعكس لك ما شعرت به فتجد طعمها المر وقد استنكره لسانك معبرا عن غضبه من طعم ما لقيته في يومك المر وما هي إلا لحظات وتكون رفيقتها في غياهب جب عينك المنكسرة قد لحقت بها عبر الممر الدقيق في وجهك الذابل من الحسرة حتى تمتلئ بئرك العطشى من دموعك فتتلاشى مرارة الآمك تدريجيا حتى تزيح عن قلبك المتصلب صدأ الكره والغضب الجم اللذان انتاباك قبيل حفر مجرى الدموع في وجهك .
قد ترى أن الدموع كلها مرارة لكني أقول لك لا ليس الأمر كذلك فأنت لم تستشعر أن يلامس لسانك الغاضب منذ فترة حلاوة دمعة خرجت في صمت وحياء شديدين لتعبر عن فرحة ارتسمت في عينيك فلم تتسع لها لتأبى إلا أن ترتسم دمعة خجلى على خدك الأقرب من ابتسامة سعادتك ، لكن معك الحق فكم هي نادرة هذه الدموع فهي من ندرتها أصبحت قطع لؤلؤ مدفونة في أعماق عين اعتادت أن تكون الأيام قاسية عليها وأن يكون الجميع على موعد مع عذابها الذي أصبح أمرا روتينيا لا فرار منه ليظل ذلك الخندق الضيق يتسع يوما فيوما حتى بات من المؤكد انه سيصبح خندقا خالدا في وجهك الأسير .
لكن هيهات لن تستمر الدموع في مخططها لحفر علامة البؤس والحزن على معالم وجهك ستخرج الصرخة تلو الأخرى لتحدث دويا يقتل كل من تآمر مع دموعك لكي يشوهون وجه البراءة الجميل .