الخميس، ١٢ يونيو ٢٠٠٨

الكوسا في الفيفا


ماهي المعايير التي يعتمد عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تصنيف المنتخبات؟!
*المنتخب الإسرائيلي فاز بمباراة واحدة في فبراير فوصل ترتيبه من 26 إلى 23 في مارس.. ومصر حققت بطولة إفريقيا بدون هزيمة فتراجعت إلى المركز ال30 بدلا من 29.. فيفا بقى
*الصهاينة حافظوا على ترتيبهم بين الـ 22 والـ 20 في الشهور الثلاثة الأخيرة رغم أنهم لم يلعبوا مباريات منذ شهر مارس

قد يكون اهتمام مشجعي كرة القدم العرب بتصنيف منتخبات بلادهم في قائمة الاتحاد الدولي كرة القدم "فيفا" نابعا من أننا كعرب نستمتع بالتفاخر على بعضنا ودائما ومع صدور أحدث التصنيفات على موقع الفيفا الرسمي على الانترنت يبدأ أعضاء المنتديات في فتح أبواب النقد والسخرية على بعضهم لأن منتخب ب أحد المغرب تراجع ليأتي خلف منتخب مصر أو العكس أو تونس جاءت قبل السعودية وهكذا تلعب حساسية التشجيع دورها بين جماهير ومشجعي المنتخبات العربية خاصة وأن التصنيف الدولي أصبح الملاذ الوحيد للمشجعين للتنفيس عن كبتهم من تراجع مستوى الكرة العربية عموما وفشلها في التمثيل العالمي في كأس العالم واقتصار نجاحاتها على البطولات القارية .
لكن لم يلتفت متابعو تصنيف الفيفا إلى أن المسئولين عن وضع هذا التصنيف لا يضعون معايير عند ترتيب المنتخبات في العالم فيصدر ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم غير منطقي ولأننا لا نهتم إلا بالسخرية من ترتيب منتخباتنا لم يلتفت أحد إلى أن إسرائيل تحتل ترتيبا متقدما في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم وتتقدم بخطوات ثابتة نحو البقاء ضمن العشرين الكبار عالميا والاحتفاظ بمركزها المتقدم والدليل الأكبر على ذلك أن المنتخب الصهيوني يأتي في المركز 22 ويسبق منتخب مصر بطل إفريقيا 6 مرات الذي يأتي في المركز 23عالميا .. " طب بأمارة إيه؟"
يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لديه معايير خاصة به تجعله يضع الصهاينة في ترتيب متقدم دائما على حساب المنتخبات الكبرى فهل يعقل أن يأتي الإسرائيليون متفوقين على منتخبات عريقة ولها باع في البطولات العالمية وبعيدا عن مصر هناك منتخب السويد صاحب المشاركات القوية في بطولة كأس العالم دائما ومنتخب الدنمرك البارز عالميا وصاحب النتائج الجيدة في جميع التصفيات التي يخوضها قاريا ومتقدمة أيضا على منتخب العراق بطل أسيا وصاحب النتائج الجيدة في تصفياته القارية أيضا . أما إسرائيل فلم تحقق أية نتائج تحسب لها سواء قاريا أو عالميا فهي دائما تخوض تصفيات كأس العالم ضمن دول قارة أوروبا ولم يحدث أن حقق منتخبها نتائجاً مبهرة تشفع للاتحاد الدولي ليضعها في هذا المركز .
المفارقة الأكبر كانت في تصنيف شهر مارس عندما تقدم الصهاينة 3 مراكز دفعة واحدة من المركز 26 إلى المركز 23 عالميا رغم أن منتخبهم الأول لم يحقق الفوز إلا في مباراة واحدة خلال شهر فبراير ضد رومانيا في تل أبيب.. على الجانب الآخر تماما يأتي تصنيف بطل أفريقيا المنتخب المصري الذي تراجع من المركز 29الى المركز 30 في القائمة رغم أنه كان فائزا ببطولة إفريقيا في فبراير وخاض مباراتان فاز فيهما على كوت ديفوار 4\1 والكاميرون 1\0 وحصل على اللقب الأفريقي للمرة السادسة في تاريخه.
الأكثر بشاعة ويثبت التحيز السافر لإسرائيل في تصنيف الفيفا أن في الثلاثة أشهر الأخيرة لم يخض الصهاينة أي مباريات دولية على اللائحة الدولية إلا في مارس عندما هزمت شيلي في تل أبيب 1\صفر يوم 26 مارس ورغم ذلك ارتفع ترتيبهم إلى المركز ال 20 في ابريل ثم حافوا عليه في مايو دون خوض مباريات وأخيرا تصنيف يونيو الذي تراجعوا فيه مركزين إلى المركز 22 قبل مصر وبعد الولايات المتحدة الأمريكية .
والمتابع لتصنيف الفيفا الشهري يتأكد من أن المسئولين عن هذا التصنيف لا يملكون معايير محددة لوضع المنتخبات في مواقعها الطبيعية فبعيدا عن الخمسة الكبار ولعبة الكراسي الموسيقية فيما بينهم تبقى باقي المنتخبات خاضعة لتوجهات الفيفا وانتماءات القائمين عليها.
فبأي حق يصل منتخب إسرائيل إلى المركز 20 عالميا رغم أنه يمتلك منتخبا ضعيفا وأندية وهمية.فلا منتخبها استطاع الحصول على بطولة ودية أو الصعود إلى تصفيات متقدمة عالميا ولا الأندية الإسرئيلية حققت نتائج مبهرة في بطولتي الاتحاد الأوروبي والأندية أبطال الدوري في أوروبا بحكم انتماء إسرائيل كرويا للقارة العجوز .

الأربعاء، ٤ يونيو ٢٠٠٨

لماذا يتمنى العرب فوز باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية ؟




قد يتوهم العالم العربي والشرق الأوسط أن نجاح باراك اوباما في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية سيمنح الدول العربية أفضلية البقاء تحت لواء الرئيس الأمريكي الجديد . دون أن تنتبه هذه المجتمعات الى ان السياسة الامريكية تبنى على خطط تتعدى الاطار الزمني للأوضاع في الشرق الأوسط فقد تكون الخطة القادمة لواضعي الخطوط العريضة للطريقة التي سيتعامل بها اوباما أو غيره مبنية على تهدئة الصراعات والأزمات بين فلسطين والاسرائيلين أو منح الفلسطينين بعض من حقوقهم المسلوبة وفتح المجال أمام عودة اللاجئين مرة اخرى الى ديارهم دون قيد او شرط وعندها سيكون الرئيس الامريكي المساهم الأول في هذه العملية وستنصب له ابواق الاعلام الإحتفالات وسيعلن الزعماء العرب عن حكمة اوباما الفذ الذي ساهم بشكل او بآخر في حل الأزمة.
على النقيض تماما في حالة ما اذا كان مرسوما لأوباما أن يماطل في حل مشكلة الشرق الأوسط أو أن يبقى الحال على ماهو عليه دون تدخل من الأمريكان أو حتى لو فرض لهم ان يتدخلوا في العملية وفي حل الأزمة لن تكون حلولهم جذرية وعندها سيكون اوباما كغيره ومن سبقوه في البيت الأبيض فجميع رؤساء أمريكا سواء كينيدي أو نيكسون او بيل كلينتون وحتى الرئيس الحالي جورج بوش مسيرين وفق برامج ممتدة لسنوات وسنوات ولن يستطيع أيا منهم أن يحيد عن هذه الخطط لا لشئ سوا ان منظومة الحكم في الولايات المتحدة تخضع لمؤسسات وكيانات لها مصالح متسعة في الشرق الأوسط ومن صالحها أن يظل الوضع كما هو عليه لذلك ستضغط على اوباما ليرضخ ويوافق على تنفيذ سياساتها وتوجهاتها في الشرق الأوسط .
الخيار المستبعد في الصراع على الرئاسة في امريكا هو ان يصر باراك اوباما الأسود من اصول افريقية ويقال انه ينتمي لأسرة مسلمة في كينيا وهي الذريعة التي يستغلها منافسوه لتشويه صورته أمام الراي العام الأمريكي مما دفع الديمقراطي اوباما الى انكار صلته بالاسلام وادعاء ان اسمه في اليهودية معناه باروخ وانه لم يكن يوما مسلما في محاولة لنفي ما يعتقده الأمريكيون تهمة الأن تتمثل في الانتماء للإسلام . وهذه التهمة هي نفسها السبب الرئيسي في تعاطف العرب والمسلمين مع المرشح الأسود عن الحزب الديمقراطي أمام منافسته هيلاري ومن ثم خوض انتخابات نهائية أمام ماكين الجمهوري المتطرف _ وللعلم فأفكار ماكين لا تختلف كثيرا عن سابقه جورج بوش الابن فالاثنان ينتميان لنفس الايدولوجية المتطرفة التي تسعى الى تحقيق مصالحها على حساب الأمن والسلام في الشرق الأوسط وهذه المصالح لا تتعدى المصالح التوسعية للوبي الصهيوني في امريكا ورغم قلة عددهم الا انهم يتداخلون في شتى مناحي الحياة بكافة مجالاتها مما يدعم موقفهم ويجعلهم القوة الكبر والمتحكمة في وضع السياسة المريكية على المدى البعيد .
يظهر من خلال الأوضاع المتدنية في الاقتصاد الأمريكي ان المسئولين هناك عازمون على المضي قدما نحو تهدئة الوضاع أملا في اصلاح اقتصادي في ظل اجواء هادئة فالجميع يعلم أن جر امريكا للحرب مرة اخرى سيقرب من نهايتها وسيدمر اقتصادها الهش حاليا نهائيا أمام نمو مطرد لليورو والطفرة التي تشهدها دول شرق اسيا كالصين واليابان..
فجميع الدول الأن متحفزة لرؤية النهاية الماساوية للولايات المتحدة كما حدث في الاتحاد السوفيتي مع الوضع في الاعتبار أن امريكا يدعمها ضعف الكيانات العربية وافتقاد اوروبا الحافز في اقصاء امريكا من الساحة نهائيا والتفرد بالاقتصاد العالمي دون مزاحمة الكيانات الاقتصادية الامريكية المطعمة باللوبي اليهودي لها .
قد يكون اوباما اوفر حظا من سابقيه بان الوضع في الولايات المتحدة بات يحتاج الى اعادة ترتيب الأوراق مرة اخرى والابتعادعن الدخول في صراعات جديدة في الشرق الأوسط ومحاولة حل الأمور المعلقة في فلسطين ولبنان وسوريا ومن غير المستبعد ايضا ان يفتح الرئيس الأمريكي القادم الباب أمام مفاوضات جادة مع ايران بعد تعاظم قوتها وسيطرتها في المنطقة حيث باتت ايران قوة اقليمية لا يستهان بها والوقوف امامها في هذه التوقيت يدفع بالامريكيين نحو الهاوية والبدء من جديد فهم لا يعلمون حجم قوة الايرانيين وما يخفونه في اطار التسلح النووي والدليل على ذلك أن المغرور بوش لم يستطع حتى الآن اتخاذ موقف جاد ضد ايران رغم تهديداته حتى انه فشل في ادانة النظام الايراني القائم فأصبح نجادي الشوكة التي تقف في حلق المغرور واعوانه ، وفي أوضاع كهذه سيكون الرئيس الجديد مطالبا بان يسترضي الايرانيين ومحاولة فتح قنوات للحوار معهم املا في أن يكون الوضع في الشرق الأوسط أكثر هدوءا وأمنا لمصلحة امريكا أولا .
التحدي الأكبر في مشوار اوباما في البيت الأبيض سيكون متعلقا بسحب القوات الأمريكية من العراق وهو المطلب الأساسي للعراقيين اولا ثم الأمريكيين انفسهم فالجميع يعلم حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الأمريكي في الحرب القذرة على العراق ومدى التدهور الذي اًصاب الاقتصاد الامريكي في أعقاب هذه الحرب حتى وصل الدولار الى ادنى مستوياته امام اليورو لذلك كله يأمل الشعب الأمريكي في ان ينتشل الرئيس القادم ابنائهم من جحيم الحرب في الشرق الأوسط بعدما فقد كثيرون ذويهم في عمليات انتحارية .
اوباما المرشح الأقرب لقلوب العرب سيواجه تحديات وصعوبات عديدة قد ينجح في حل بعضها أو تهدئة الأوضاع في المنطقة لكنه سيظل مهددا بكيان صهيوني سيحاول بكل قوته اثنائه عن مخططاته السلمية والانصياع لهم في مخططاتهم التوسعية والاستغلالية واخشى ما اخشاه ان يكون الحل الأقرب لدى اللوبي المتشعب في امريكا هو اغتيال الرئيس الأسمر واقصائه من الحياة السياسية تماما اذا ما حاول الوقوف حائلا امام مخططاتهم وتوجهاتهم ليصبح الضحية الثانية لهم بعد جون كينيدي الذي اغتالوه لأنه كان ميالا لزرع السلام في الشرق الأوسط والتوسط لدى الأوساط المتنازعة لحل الأزمة.