الثلاثاء، ٢١ سبتمبر ٢٠١٠

انتبه من فضلك الأهلي يرجع إلى الخلف


توجيهات البدري لا يستمع أحد إليها وأخطاء اللاعبين لا تغتفر


محمد الشواف

الأهلي يرجع للخلف ولا يوجد من يوقف تحركه العكسي إلى الوراء .. أفضل وصف للفريق الأحمر أنه أصبح بلا أنياب .. أنيابه ضاعت تحت أقدام فرانسيس وطلعت وجدو اللي مش جدو وأبوتريكة اللي مش أبوتريكة وفضل العيان طول الوقت وحتى أسامة حسنى الشيخ البركة المغضوب عليه .. الجميع يتحدثون عن خطايا البدري وأخطائه وأسوأ ما في الموضوع أنه يتحمل منفردا اخطاء سنوات خمس قضاها جوزيه يدمر القلعة الحمراء شيئا فشيئاُ دون أن تلتفت لجنة الكرة المشغولة دائما لما فعله وما تسبب فيه من خسائر حتى رحل وترك للبدري المظلوم جماهيريا وإعلاميا تركة مهترئة مدمرة ولاعبين أعطوا كل مالديهم وصفاهم البرتغالي حتى آخر قطرة وسحب منهم كل ما يمكنهم فعله خلال سنواته المدججة بالبطولات .. البدري استلم الفريق وفيه النجوم الحاصلين على أعتى بطولات أفريقيا ومعها البطولات المحلية .. لكن النجوم شبعوا من التتويج ورقابهم مثقلة بالميداليات وخزائن النادي اكتظت بالكؤوس .. البدري عندما كان الرجل الثاني في الجهاز الفني بعد الخواجة البرتغالي الداهية كانت شخصيته أقوى ويسيطر تماما على اللاعبين فساهم في نجاح جوزيه .. أما البدري الرجل الأول في الجهاز الفني فمعه مساعد مدرب ومدير كرة لا يستطيعاتن السيطرة على النجوم والمدير الفني ليس من اختصاصه أن يتابع كل صغيرة وكبيرة فيكفيه ما يفعله وما يخطط له وما يمليه على اللاعبين من تكتيكات .. أما ميهوب وخشبة فيضعان أيديهما في مياه باردة جدا لا يأبهون بما إذا كان الفريق متراجعا وما إذا كان اللاعبون لا يستمعون لنصائح وتوجيهات المدير الفني خارج الملعب .. خشبة يكتفى بدور الهجوم على كل من يمسك قلما أو ميكروفونا والدفاع عن استقرار القلعة الحمراء الوهمي ولا يشغل باله بأزمة تجديد عقود النجوم بأحمد فتحي وأحمد حسن ولا تمديد عقدي شهاب وشكري بل يزيد الطين بلة ويتوعد الجميع بعقوبات مغلظة ومشددة إعلاميا سرعان ما يتراجع عنها وفقا لمن وقع عليه العقاب أويؤيدها ويرفعها للإدارة إذا كان المعاقب بعيدا عن هوى وقلب الخشبة
الأهلي يرجع إلى الخلف رغم الصفقات المدوية التي أبرمها .. ورغم فرحة الجماهير الحمراء بانضمام هؤلاء النجوم إلا أن أحدا منهم لم يثبت حتى الآن أنه على قدر المسئولية وأن فانلة الأهلي يستطيع الحفاظ على هيبتها بدءا من جدو صاحب آخر معارك ومهازل الوسط الكروي الذي لم يقدم حتى الآن ما يشفع له أمام الجميع وأمام من تابعوا مسلسل الصراع الأحمر الأبيض على ضمه والفوز ببركاته التي ظهرت في انجولا 2010 مع المعلم حسن شحاتة .. لكن تبخرت البركة وانتهى عصر جدو سريعا وهو يبحث عن نفسه التي ضاعت وسط أوراق وعقود وإيصالات أمانة وبصمات يوزعها هنا وهناك ..أما محمد شوقي فلا جدال أن شوقي العائد من رحلة احتراف فاشلة تماما لم يبهر فيها أي مدرب لفريق لعب له ليس شوقي الراحل عن الأهلي وهو أفضل لاعبي خط الوسط في القارة السمراء متفوقا على وحوش أمثال ايسيان وتوريه .. شوقي الذي يجر أقدامه في الملعب ليس شوقي الذي كان يغلق منطقة المنتصف ويضع لافتة ممنوع الاقتراب أو اللمس أو حتى التفكير في ذلك ..شوقي عاد لأنه لم يعد قادرا على فعل
أي جديد وشربه الأهلي لأنه يخشى الغريم ويخاف من تألق لاعبيه في القلعة البيضاء .. حسام غالي قد يكون أفضل من عادوا للأهلي في السنوات الماضية لكنه سرعان ما أثبت أن عصبيته ستجعله يندم كثيرا ويخسر أكثر وفي النهاية الضحية خط وسط الفريق الذي يعاني من الغيابات رغم زحام بداية الموسم ..أما الصفقات المضروبة ممثلة في اللبناني محمد غدار فحدث ولا حرج عنها ..الرجل حتى لا يستطيع أن يجري في الملعب مثل باقي اللاعبين ولم يلفت له الأنظار بلمسة سحرية أو تمريرة لولبية تجعل الجمهور يتعاطف معه ورغم أنه لم يأخذ الفرصة كاملة لكنه أثبت أن الرؤية الفنية في القلعة الحمراء أصبحت رديئة للغاية وتجمع فتات اللاعبين وبواقي الفاشلين غير القادرين على الاحتراف في دوريات قوية او حتى اللعب لأندية كبيرة عربيا ..أما أبو السعود أكبر المظلومين في الصفقات الصيفية فلا يمكن الحكم عليه إلا أنه دفن نفسه بنفسه وساهم في انتهاء مشواره اللامع مع المنصورة والمنتخب على كنبة منزله ولم يجلس حتى على دكة البدلاء .. الأهلي يحتاج لوقفة لكن المذنبون كثيرون في حق القلعة الحمراء
البدري ليس الجاني الوحيد على الأهلي فقبله لجنة الكرة النائمة المتخبطة التي تبخل على الفريق بلاعبين سوبر وصفقات محترفين حقيقيين أمثال اللاعبين الذين ينتقلون إلى الدوري السعودي أو القطري او حتى الكويتي .. الإدارة غافلة عن الفريق ولا يبحث أعضاء المجلس إلا عن مصالحهم وليذهب الفريق إلى الجحيم ولم يعد للجنة الكرة أي دور في متابعة لاعبي الدوري الممتاز أو دوري المظاليم .. الأهلي لم تعد لديه العين الخبيرة التي تلتقط المميزين في الأقاليم ويعتمد على من يبرزون في أنديتهم رغم أن أسعارهم تتعدى الملايين في حين أن هؤلاء يمكن اكتشافهم في قراهم ونجوعهم دون مقابل لكن محدش فاضي .
الضحية في التراجع الغريب الذي يعيشه الأهلي الجمهور الذي يطالب برحيل البدري رغم أنه ليس المسئول الوحيد عن رجوع السيارة إلى الخلف فهناك كوكبة من اللاعبين ممن بدأت مشاكلهم تطفو على السطح في غياب مدير الكرة القوى صاحب شخصية ثابت البطل الذي يهدد أتخن تخين بالطرد من القلعة الحمراء حتى لو كانت البطولات معلقة بقدميه . الأهلاوية يبحثون عن منقذ من كل هذه الانكسارات والانهيارات ويتعللون بأن البدري مش قدها ومش فاهم ولا واعي باللي بيحصل حواليه ولا يواكب الفكر التدريبي المتطور في مواجهة مدربين محليين على قدهم ويؤكدون أن البدري لا يستطيع قراءة المباراة وأنه لم يستفد من حنكة جوزيه طوال عمله معه .. البدري قد يكون مظلوما في كل هذه الاتهامات لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أخطاء البدري ولاكونه أضاع الفوز على الفريق بتغييرات خاطئة مستفزة ولا ينسى له أنه السبب في ضياع كأس مصر دون الخوض في الأسباب .. الأهلي على حافة مواجهة الترجي خلال أيام وهو في قمة التراجع وانحدار المستوى سيفوز الأحمر على وادي دجلة لكنه فوز وهمي اتضح في مباراة الاسماعيلي أن مثل هذه الانتصارات تمحى العيوب من ذاكرة المدرب وتجعله لا يفكر في تصحيح المسار ولا تجعل الإدارة تتحرك لتجد العيب وتصلحه قبل أن يصبح الأهلي ملطشة أفريقيا والدوري العام .. ليس صحيحا أن الأهلي حقق إنجازا بالصعود للمربع الذهبي لأن مثل هذا الفريق يضم معظم اللاعبين الذين حققوا بطولة أمم أفريقيا منذ شهور قليلة وهم أنفسهم من قادوا الفريق لبطولات جوزيه الخارقة يضاف عليهم هداف أمم أفريقيا جدو جدو جدو .. عملها جدو لكنه ماعملهاش لسه مع الأهلي