الثلاثاء، ١٢ أغسطس ٢٠٠٨

مصر فيها ملايين الأهلاوية ممن يكملون عشاءهم نومًا وفرحتهم الوحيدة مشاهدة مباريات الأهلي


من الممكن أن تحرم الشعب المصري من قوت يومه ولن يتكلم وعادي جدًا بالنسبة له أن تمنع عنه وظيفته وتتركه عاطلاً عن العمل حتي لو امتد الأمر إلي سنوات وسنوات، وأصبح طبيعيا أن تشاهده راضيًا بارتفاع الأسعار وملتزمًا بالشراء مهما ارتفع سعر السلعة.. لكن أن تحرمه من المتعة الوحيدة المتبقية له وسط كل هذا النكد والظلام والمأساة وتحجب عنه مشاهدة مباريات فريقه الذي يشجعه فتلك هي المأساة الكبري وعندها يتحول المواطن المسالم إلي قنبلة تنفجر من الغيظ والغضب لا لشيء سوي لأنه حرم من مشاهدة مباراة فريقه علي التليفزيون ومتابعته وهو يفوز وما حدث بمنع إذاعة مباراة الأهلي والأوليمبي في الأسبوع الأول من الدوري كان سببًا في غضب ملايين من الجماهير الحمراء ممن حرمهم حسن حمدي ورفاقه من متعتهم الوحيدة ووقفوا بالمرصاد لجميع محاولات نقلها ولو علي الراديو وفرضوا سياجًا من الأمن - أمن النادي - لمنع حتي أن يرد صحفي علي زملائه وإعطائهم معلومات عن المباراة السرية.
مسئولو الأهلي راهنوا علي الفرس الخاسر عندما اختاروا المكاسب المادية من احتكار إذاعة مباريات الفريق علي قناته الجديدة لأن كل المكاسب المادية لا تساوي تأييد الأهلاوية وحب الناس للنادي الأحمر الذي كان سببًا دائمًا في فرحتهم ولا تنسي ما قيل عن أنه عندما يفوز الأهلي تفرح مصر كلها فكيف لكم أن تحرموا الملايين في جميع المحافظات من هذه الفرحة التي تمتد لساعات يعودون بعدها لعناء الحياة، قرار مسئولي الأهلي جانبه التوفيق خاصة أن الجماهير كانت متعطشة لرؤية فريقها وهو يفوز في افتتاحية الدوري بعد هزيمته أمام روما قبل أيام من مباراة الأوليمبي.حسن حمدي ومن حوله في مكاتبهم الفاخرة لا يعلمون أن مصر فيها ملايين الأهلاوية ممن يكملون عشاءهم نوما لأنهم لا يجدون ثمنه وعندما يلعب الأهلي ويشاهدون المباراة يعتبرون فوزه مشبعًا وسببًا في النوم مرتاحين البال. مجلس إدارة الأهلي عليه أن يعلم أن مباريات الفريق الأحمر ليست ملكا لهم ولا لرجال الأعمال ولا حتي لمن رزقهم الله بريسيفر وطبق دش فوق منازلهم فيستطيعون متابعته بعد ذلك علي قناة النادي التي يريد مسئولوها احتكار كل ما يتعلق بالقلعة الحمراء متناسين أن هذه المباريات ملك لملايين الأهلاوية الغلابة الذين يفرحهم فوز فريقهم.حسن حمدي قد يرد بأن المباريات ستذاع بعد ذلك علي القنوات الأرضية وأن مشجعي الأهلي من غير القادرين يمكنهم مشاهدتها ولن نحرمهم منها وهنا الرد الأنسب أن مباراة واحدة يحرم منها الأهلاوية تعادل حرمانهم من قوت يومهم أو أكثر قليلاً.. فلماذا حرمتهم من حق أصيل ينتظرونه من المباراة إلي المباراة ونسيت أن هؤلاء سر قوة الأهلي واستمراريته وحبهم للنادي الدافع الأقوي لاستمرار التفوق الأحمر. فلماذا حرمتهم من هذا الحق؟

الخميس، ١٢ يونيو ٢٠٠٨

الكوسا في الفيفا


ماهي المعايير التي يعتمد عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تصنيف المنتخبات؟!
*المنتخب الإسرائيلي فاز بمباراة واحدة في فبراير فوصل ترتيبه من 26 إلى 23 في مارس.. ومصر حققت بطولة إفريقيا بدون هزيمة فتراجعت إلى المركز ال30 بدلا من 29.. فيفا بقى
*الصهاينة حافظوا على ترتيبهم بين الـ 22 والـ 20 في الشهور الثلاثة الأخيرة رغم أنهم لم يلعبوا مباريات منذ شهر مارس

قد يكون اهتمام مشجعي كرة القدم العرب بتصنيف منتخبات بلادهم في قائمة الاتحاد الدولي كرة القدم "فيفا" نابعا من أننا كعرب نستمتع بالتفاخر على بعضنا ودائما ومع صدور أحدث التصنيفات على موقع الفيفا الرسمي على الانترنت يبدأ أعضاء المنتديات في فتح أبواب النقد والسخرية على بعضهم لأن منتخب ب أحد المغرب تراجع ليأتي خلف منتخب مصر أو العكس أو تونس جاءت قبل السعودية وهكذا تلعب حساسية التشجيع دورها بين جماهير ومشجعي المنتخبات العربية خاصة وأن التصنيف الدولي أصبح الملاذ الوحيد للمشجعين للتنفيس عن كبتهم من تراجع مستوى الكرة العربية عموما وفشلها في التمثيل العالمي في كأس العالم واقتصار نجاحاتها على البطولات القارية .
لكن لم يلتفت متابعو تصنيف الفيفا إلى أن المسئولين عن وضع هذا التصنيف لا يضعون معايير عند ترتيب المنتخبات في العالم فيصدر ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم غير منطقي ولأننا لا نهتم إلا بالسخرية من ترتيب منتخباتنا لم يلتفت أحد إلى أن إسرائيل تحتل ترتيبا متقدما في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم وتتقدم بخطوات ثابتة نحو البقاء ضمن العشرين الكبار عالميا والاحتفاظ بمركزها المتقدم والدليل الأكبر على ذلك أن المنتخب الصهيوني يأتي في المركز 22 ويسبق منتخب مصر بطل إفريقيا 6 مرات الذي يأتي في المركز 23عالميا .. " طب بأمارة إيه؟"
يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لديه معايير خاصة به تجعله يضع الصهاينة في ترتيب متقدم دائما على حساب المنتخبات الكبرى فهل يعقل أن يأتي الإسرائيليون متفوقين على منتخبات عريقة ولها باع في البطولات العالمية وبعيدا عن مصر هناك منتخب السويد صاحب المشاركات القوية في بطولة كأس العالم دائما ومنتخب الدنمرك البارز عالميا وصاحب النتائج الجيدة في جميع التصفيات التي يخوضها قاريا ومتقدمة أيضا على منتخب العراق بطل أسيا وصاحب النتائج الجيدة في تصفياته القارية أيضا . أما إسرائيل فلم تحقق أية نتائج تحسب لها سواء قاريا أو عالميا فهي دائما تخوض تصفيات كأس العالم ضمن دول قارة أوروبا ولم يحدث أن حقق منتخبها نتائجاً مبهرة تشفع للاتحاد الدولي ليضعها في هذا المركز .
المفارقة الأكبر كانت في تصنيف شهر مارس عندما تقدم الصهاينة 3 مراكز دفعة واحدة من المركز 26 إلى المركز 23 عالميا رغم أن منتخبهم الأول لم يحقق الفوز إلا في مباراة واحدة خلال شهر فبراير ضد رومانيا في تل أبيب.. على الجانب الآخر تماما يأتي تصنيف بطل أفريقيا المنتخب المصري الذي تراجع من المركز 29الى المركز 30 في القائمة رغم أنه كان فائزا ببطولة إفريقيا في فبراير وخاض مباراتان فاز فيهما على كوت ديفوار 4\1 والكاميرون 1\0 وحصل على اللقب الأفريقي للمرة السادسة في تاريخه.
الأكثر بشاعة ويثبت التحيز السافر لإسرائيل في تصنيف الفيفا أن في الثلاثة أشهر الأخيرة لم يخض الصهاينة أي مباريات دولية على اللائحة الدولية إلا في مارس عندما هزمت شيلي في تل أبيب 1\صفر يوم 26 مارس ورغم ذلك ارتفع ترتيبهم إلى المركز ال 20 في ابريل ثم حافوا عليه في مايو دون خوض مباريات وأخيرا تصنيف يونيو الذي تراجعوا فيه مركزين إلى المركز 22 قبل مصر وبعد الولايات المتحدة الأمريكية .
والمتابع لتصنيف الفيفا الشهري يتأكد من أن المسئولين عن هذا التصنيف لا يملكون معايير محددة لوضع المنتخبات في مواقعها الطبيعية فبعيدا عن الخمسة الكبار ولعبة الكراسي الموسيقية فيما بينهم تبقى باقي المنتخبات خاضعة لتوجهات الفيفا وانتماءات القائمين عليها.
فبأي حق يصل منتخب إسرائيل إلى المركز 20 عالميا رغم أنه يمتلك منتخبا ضعيفا وأندية وهمية.فلا منتخبها استطاع الحصول على بطولة ودية أو الصعود إلى تصفيات متقدمة عالميا ولا الأندية الإسرئيلية حققت نتائج مبهرة في بطولتي الاتحاد الأوروبي والأندية أبطال الدوري في أوروبا بحكم انتماء إسرائيل كرويا للقارة العجوز .

الأربعاء، ٤ يونيو ٢٠٠٨

لماذا يتمنى العرب فوز باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية ؟




قد يتوهم العالم العربي والشرق الأوسط أن نجاح باراك اوباما في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية سيمنح الدول العربية أفضلية البقاء تحت لواء الرئيس الأمريكي الجديد . دون أن تنتبه هذه المجتمعات الى ان السياسة الامريكية تبنى على خطط تتعدى الاطار الزمني للأوضاع في الشرق الأوسط فقد تكون الخطة القادمة لواضعي الخطوط العريضة للطريقة التي سيتعامل بها اوباما أو غيره مبنية على تهدئة الصراعات والأزمات بين فلسطين والاسرائيلين أو منح الفلسطينين بعض من حقوقهم المسلوبة وفتح المجال أمام عودة اللاجئين مرة اخرى الى ديارهم دون قيد او شرط وعندها سيكون الرئيس الامريكي المساهم الأول في هذه العملية وستنصب له ابواق الاعلام الإحتفالات وسيعلن الزعماء العرب عن حكمة اوباما الفذ الذي ساهم بشكل او بآخر في حل الأزمة.
على النقيض تماما في حالة ما اذا كان مرسوما لأوباما أن يماطل في حل مشكلة الشرق الأوسط أو أن يبقى الحال على ماهو عليه دون تدخل من الأمريكان أو حتى لو فرض لهم ان يتدخلوا في العملية وفي حل الأزمة لن تكون حلولهم جذرية وعندها سيكون اوباما كغيره ومن سبقوه في البيت الأبيض فجميع رؤساء أمريكا سواء كينيدي أو نيكسون او بيل كلينتون وحتى الرئيس الحالي جورج بوش مسيرين وفق برامج ممتدة لسنوات وسنوات ولن يستطيع أيا منهم أن يحيد عن هذه الخطط لا لشئ سوا ان منظومة الحكم في الولايات المتحدة تخضع لمؤسسات وكيانات لها مصالح متسعة في الشرق الأوسط ومن صالحها أن يظل الوضع كما هو عليه لذلك ستضغط على اوباما ليرضخ ويوافق على تنفيذ سياساتها وتوجهاتها في الشرق الأوسط .
الخيار المستبعد في الصراع على الرئاسة في امريكا هو ان يصر باراك اوباما الأسود من اصول افريقية ويقال انه ينتمي لأسرة مسلمة في كينيا وهي الذريعة التي يستغلها منافسوه لتشويه صورته أمام الراي العام الأمريكي مما دفع الديمقراطي اوباما الى انكار صلته بالاسلام وادعاء ان اسمه في اليهودية معناه باروخ وانه لم يكن يوما مسلما في محاولة لنفي ما يعتقده الأمريكيون تهمة الأن تتمثل في الانتماء للإسلام . وهذه التهمة هي نفسها السبب الرئيسي في تعاطف العرب والمسلمين مع المرشح الأسود عن الحزب الديمقراطي أمام منافسته هيلاري ومن ثم خوض انتخابات نهائية أمام ماكين الجمهوري المتطرف _ وللعلم فأفكار ماكين لا تختلف كثيرا عن سابقه جورج بوش الابن فالاثنان ينتميان لنفس الايدولوجية المتطرفة التي تسعى الى تحقيق مصالحها على حساب الأمن والسلام في الشرق الأوسط وهذه المصالح لا تتعدى المصالح التوسعية للوبي الصهيوني في امريكا ورغم قلة عددهم الا انهم يتداخلون في شتى مناحي الحياة بكافة مجالاتها مما يدعم موقفهم ويجعلهم القوة الكبر والمتحكمة في وضع السياسة المريكية على المدى البعيد .
يظهر من خلال الأوضاع المتدنية في الاقتصاد الأمريكي ان المسئولين هناك عازمون على المضي قدما نحو تهدئة الوضاع أملا في اصلاح اقتصادي في ظل اجواء هادئة فالجميع يعلم أن جر امريكا للحرب مرة اخرى سيقرب من نهايتها وسيدمر اقتصادها الهش حاليا نهائيا أمام نمو مطرد لليورو والطفرة التي تشهدها دول شرق اسيا كالصين واليابان..
فجميع الدول الأن متحفزة لرؤية النهاية الماساوية للولايات المتحدة كما حدث في الاتحاد السوفيتي مع الوضع في الاعتبار أن امريكا يدعمها ضعف الكيانات العربية وافتقاد اوروبا الحافز في اقصاء امريكا من الساحة نهائيا والتفرد بالاقتصاد العالمي دون مزاحمة الكيانات الاقتصادية الامريكية المطعمة باللوبي اليهودي لها .
قد يكون اوباما اوفر حظا من سابقيه بان الوضع في الولايات المتحدة بات يحتاج الى اعادة ترتيب الأوراق مرة اخرى والابتعادعن الدخول في صراعات جديدة في الشرق الأوسط ومحاولة حل الأمور المعلقة في فلسطين ولبنان وسوريا ومن غير المستبعد ايضا ان يفتح الرئيس الأمريكي القادم الباب أمام مفاوضات جادة مع ايران بعد تعاظم قوتها وسيطرتها في المنطقة حيث باتت ايران قوة اقليمية لا يستهان بها والوقوف امامها في هذه التوقيت يدفع بالامريكيين نحو الهاوية والبدء من جديد فهم لا يعلمون حجم قوة الايرانيين وما يخفونه في اطار التسلح النووي والدليل على ذلك أن المغرور بوش لم يستطع حتى الآن اتخاذ موقف جاد ضد ايران رغم تهديداته حتى انه فشل في ادانة النظام الايراني القائم فأصبح نجادي الشوكة التي تقف في حلق المغرور واعوانه ، وفي أوضاع كهذه سيكون الرئيس الجديد مطالبا بان يسترضي الايرانيين ومحاولة فتح قنوات للحوار معهم املا في أن يكون الوضع في الشرق الأوسط أكثر هدوءا وأمنا لمصلحة امريكا أولا .
التحدي الأكبر في مشوار اوباما في البيت الأبيض سيكون متعلقا بسحب القوات الأمريكية من العراق وهو المطلب الأساسي للعراقيين اولا ثم الأمريكيين انفسهم فالجميع يعلم حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الأمريكي في الحرب القذرة على العراق ومدى التدهور الذي اًصاب الاقتصاد الامريكي في أعقاب هذه الحرب حتى وصل الدولار الى ادنى مستوياته امام اليورو لذلك كله يأمل الشعب الأمريكي في ان ينتشل الرئيس القادم ابنائهم من جحيم الحرب في الشرق الأوسط بعدما فقد كثيرون ذويهم في عمليات انتحارية .
اوباما المرشح الأقرب لقلوب العرب سيواجه تحديات وصعوبات عديدة قد ينجح في حل بعضها أو تهدئة الأوضاع في المنطقة لكنه سيظل مهددا بكيان صهيوني سيحاول بكل قوته اثنائه عن مخططاته السلمية والانصياع لهم في مخططاتهم التوسعية والاستغلالية واخشى ما اخشاه ان يكون الحل الأقرب لدى اللوبي المتشعب في امريكا هو اغتيال الرئيس الأسمر واقصائه من الحياة السياسية تماما اذا ما حاول الوقوف حائلا امام مخططاتهم وتوجهاتهم ليصبح الضحية الثانية لهم بعد جون كينيدي الذي اغتالوه لأنه كان ميالا لزرع السلام في الشرق الأوسط والتوسط لدى الأوساط المتنازعة لحل الأزمة.

الأربعاء، ٧ مايو ٢٠٠٨

احنا بنرضي الزبون


احنا المصريين بنتميز عن كل شعوب الأرض بكمية نفاق رهيبة ومش موجودة عند اي حد تاني في أوروبا والدول المتقدمة والأمثلة على ده كتيرة ومعدودة لأننا ببساطة بنحاول بشتى الطرق اننا نتحايل على الظروف وبنلعب بالبيضة والحجر مش لشئ مش لحاجة غير ان الناس بتحاول تعيش وسط الظروف الهباب اللي عايشينها في مصر المهروسة وبتحاول كمان إنها ترضي جميع الأطراف .
فعلى سبيل المثال ومحدش يفهمني صح اي بني آدم مننا بيجي عليه ساعات والعظمة بتاخده والجلالة بتضرب في دماغه يقوم واخد تاكسي عشان يوصله لمكان معين مش بعيد ودي بتبقى نادرة لأن المرتب مافيهوش اللي يكفي مشوارين تاكسي من أبو بريزة ..الواحد من دول تلاقيه رمى السلام على الأسطى وبصله بطرف عينه ويقوم قافل الباب قفله كأنه متعود يركب تاكسيات ويطلع ايديه اليمين من الشباك وأول ما يطلع السواق يبدأ الحوار التقليدي عن الزحمة والأسعار والناس اللي مش لاقية تاكل _مع إنه واحد منهم_ واذ فجأة تلاقي ميكروباص طلع من أي شارع جانبي وسواق التاكسي يتلخبط ويبدأ يتف على سواق الميروباص ويشتمه بشتايم من اللي يحبها قلب الجزمة وبدون سابق انذار وعلى سهوة تلاقي الراكب مننا نط في وسط الكلام وقايل بصوت واثق :"تلاقيه كان عربجي جعان وباع الكارو واشترى ميكروباص .. دول بهايم راكبة عربيات" ويتجه الحوار ناحية مهنة السواقة اللي لمت العربجية والتباعين وبقى بتوع الميكروباصات واكلين الجو من التوكسة "جمع تاكسي " وبمنتهى اللطافة تلاقي الزبون عمال يراضي سواق التاكسي ويقله معلش دي بلد فوضى ربنا يتوب علينا منهم.
المشهد التاني :الحالة آخر الشهر طبعا مش ولابد والبيه اللي ركب تاكسي امبارح النهاردة كل اللي في جيبه يوديه ويجيبه في ميكرباص بالعافية ولو اتزنق في حد معرفة ممكن يروح ماشي يبقى الحل الميكروباص اللي كان سايقه العربجي امبارح وطبعا حكاية العربجي اتنست وبعدين ماله العربجي ماهو كان سايق حمار زي الفل ولا عمره زعل حد .. يا سلام لو ركوب الزبون جه جنب السواق وفي حين ماهما ماشيين اذ بملاكي تقوم كاسرة على الميكروباص تقوم عجلة القيادة تختل في ايديه ويرتبك والناس تقول يا ساتر يارب ، وبعد البوليكة ما تخلص صاحبنا اللي كان بيشتم العربجية بتوع الميكروباص هتلاقيه بمنتهى العزم والثقة في النفس بيقول :" الله يخرب بيت اللي ركبهالك .. البيه فاكر الطريق بتاعه وبتاع أبوه وعاوز يدوس على الناس .. ياخي ملعون ابو التناكة " يقوم السواق _ العربجي سابقا_ يهدي الزبون المتغاظ من بتوع الملاكي تلك الطبقة الفاسدة اللي عايزة تدوس على الناس بعربياتها ويقوله اهي الأشكال دي بتقابلنا كل يوم يابيه فيرد الزبون معلش منه لله اللي كان السبب وساب الأشكال دي تركب عربيات وتدوس على الناس فينك يا عبدالناصر ؟!.
المشكلة ان الزبون بينزل في الحالتين منتشي ومبسوط انه فتح حوار مع السواقين بتاع التاكسي والميكروباص واستعرض أمامهما امكانياته في نقد الآخرين مش لحاجة غير انه كان عاوز يرضي الطرفين .

الثلاثاء، ١٥ أبريل ٢٠٠٨

صمت الآلهة


قصة قصيرة لـ "محمد الشواف"
ظل في مكانه عقودا لايتحرك أو يتزحزح من مكانه حاول كل من مروا عليه اثنائه عن الاستمرار في جلسته الساكنة لكن أحدا لم ينجح في اقناعه بالحراك أو تغيير موضعه حتى أن بقائه على هذه الهيئة طيلة سنين جعلت الأطفال والشباب ممن لم يعاصروه يعتقدون أنه هنا منذ قديم الأزل وأنه إله وجد هنا ولا يتحرك وبدأ الجميع في القرية الصاخبة يعتقدون أنه يحمل سر الخلود وأنه باق في هذا المكان حتى يموت الجميع ويؤت بآخرين غيرهم يرونه في نفس هيئته دونما تغيير.. لا يعلم كثيرون أنه اختار هذا المكان معبدا يظل فيه حتى ينتزع منه سر بقائه وخلوده الذي جعله طيلة هذه الفترة في مكانه أو ينتهي العالم وهو في نفس الوضع ليبدأ الحساب وحتى يصلون دوره سيكون قد استغرق في تأمله وسكونه ويكون كل من يعرفوه قد ذهبوا لملاقاة مصائرهم .
ما لا يعلمه الآخرون أن من اعتبروه إلها كان أعظم عاشقي القرية وأنه كان مضرب المثل بعشقه لمحبوبته في أرجاء العالم الممتد على جانبي النهر العظيم في وسط القرية المقفرة ، فقد كان يجمع بداخله قطرات دم تحمل كل منها رائحة حبها السرمدي الذي خلق هذا المخلوق الغريب "ادونيس" _الاسم الذي أطلقه عليه اهل قريته بعد مكوثه طوال هذا الزمن في جلسته دون أن يغمض له جفن أو هكذا كانوا يعتقدون فهم دائما ما يرونه مفتوح العينين وبها جحوظ ظاهر يضيف الى ملامحه رهبة كفيل بابعاد الغرباء عنه .
كان اسمه قبل ذلك ادم ومنذ مولده والجميع يعرف أنه ليس كباقي الأطفال ممن ولدوا في نفس عام مولده فقد ماتوا جميعا ولم يبق سوى هذا الأدم بشعره البني الطويل وقد غطى مؤخرته وعيناه السوداوين بلمعتهما المخيفة ووجهه الأصفر كمن سحبت منه دمائه ليحيا أخرون عليها . اعتاد الجميع أن ينادوه بالإله وأن يولوه رعايتهم فأمه يوم مولده فقدت بصرها وما هي الا أيام حتى رحلت وسط دهشة الجميع عقب الخراب الذي حل على القرية بمولد أدم الا أنهم أدركوا أنه لا مفر من تربيته حتى يشتد عوده فيخرجونه من بيته ليرحل وياخذ معه هذا الهلاك لأن ترك طفل في مثل عمره كان أمرا ستعاقبهم عليه السماء .كبر وسط قحط شديد وجفاف أصاب القرية وحدها دون القرى المجاورة ورغم ذلك كله ظل حب الفاتنة "ريم" يشتعل في قلبه ويزداد تدريجيا حتى تملك منه وأصبحت الفتاة معبودته التي يهبها جل اهتمامه ويستعد لاراقة الدماء ومداعبة السماء رغبة في رضاها منع الجميع من النظر اليها اصبح ينام ويصحو تحت شرفة منزلها في اطراف القرية منتظرا أن تمرقه نظرة حنونة تبث فيه جبالا من العشق والهيام , تتيم بها حتى ظن أنها الهه وأنها خالدة لن تموت وأن لمسها أمر بعيد المنال فمثل " ريم " لا يلمسون أو يتزاوجون لأنها هبة السماء فقد كانت عيناه مشبعة بزرقة لم يراها القرويون من قبل أو يعتادوا عليه وبياضها كان أشبه بشعاع شهاب يخترق ظلمة السماء في ليلة حالكة السواد فينيرها دون عناء .. شعرها الذهبي الذي لامس أطراف كعبيها كان أشبه بشعاع شمس تسلل من حرقتها ووهجها ليحط فوق رأس ريم فيضيئ العالم أجمع ويعكس ابهارا في العيون .. كل هذا جعل ادم اسير حبها حتى جاء يوم لم يك في الحسبان غابت ريم عن شرفتها ولم تسطع الشمس يومها أو تخرج الطيور من أعشاشها كأن بها وهن أو ضعف يمنعها عن الطيران فوق شرفة الجميلة ، هبت عاصفة تحمل رائحة ذكية أيقن الجميع حينها أنها روح ريم قد غادرت جسدها لتطير في عالمها الخالد وتحرس القرية وتترك ادم ليتحول الى أدونيس العاشق الاله ويظل في موضعه حتى يحين الرحيل لكن ادونيس لم يرحل وريم لم تعد ليظل مكانه بصمته الطويل وكأنه صمت الآلهة.

السبت، ٢٩ مارس ٢٠٠٨

فتاة برائحة القرنفل

قرنفلة
قصة لـ " محمد الشواف "
ككل بيوت الطبقة المتوسطة في المدينة كان بيت " نغم" السيدة العجوز ذات الخمسين خريفا ارملة الحاج ممدوح يحتوي على مزهرية بها بضع زهرات قرنفل بلونها الأرجواني الزاهي ، كانت نغم تعيش وحيدة في منزل هادئ بعد أن رحل عنها ممدوح منذ 7 سنوات وثمانية شهور و17 يوما _ هكذا كانت تقول لكل من يذكر اسم زوجها أمامها _ ، تتذكر حتى الآن لحظة وفاته وتركها وحيدة بلا رفيق ، فقد حرما من الانجاب ولأ سباب غير مفهومة رفضا البحث عن السبب أو اكتشاف صاحب المشكلة .
نغم بملامحها الهادئة ووجهها الأبيض المستدير الذي لا يشوبه سوى نمش خفيف أسفل عينيها العسليتين يضفيان عليه جمالا ربانيا خافت أن تتزوج بعد فقيدها فتنجب ويكتشف الجميع أن العيب كان فيه ، ففي كل مرة يتقدم فيها أحد رجال المدينة الممتدة لطلب يدها والفوز بقلب اجمل أرملة عرفها المكان كانت نغم ترفض كل هذه المحاولات اتحافظ على اخلاصها السرمدي لحبيبها . فاختارت الوحدة ومصاحبة القرنفلات اليانعات ، فقد كانت رغم مشيتها المتثاقلة وخطواتها الرزينة تولي رعاية خاصة بهذه المزهرية ، لكن العجيب أن مزهرية نغم كانت تختلف عن كل مزهريات المدينة والقرنفل بداخلها يثير الدهشة فمنذ وفاة رجل البيت والزهرات تحافظ على جمالها ونضارتها ورغم الزمن الطويل لم تذبل أيا منها أو تفقد رحيقها دون اسباب مفهومة أو منطقية ، واحتار كل من في المدينة في تفسير هذه الظاهرة ، فكيف تحافظ هذه الزهور الجميلة على خضرة عودها رغم مرور هذا الوقت على وجودها داخل المزهرية بلونها الأزرق الداكن يتوسطه قلب أبيض حفر بداخله اسما نغم وممدوح ، لم تلتفت صاحبة المزهرية لكل ما يقال عن قرنفلاتها أن فيها قوة سحرية تجعلها تستبقي جمالها طوال هذه السنين وكان همها أن ترى بعينيها زهراتها وهي تتكاثر وكأنها مزروعة في أرض خصبة لتمتلئ مزهريتها بقرنفلات كثيرة تفوح منها رائحة تمتد إلى أطراف المدينة فتعطر هوائها .
ذات صباح أفاقت نغم على نقر العصافير لزجاج غرفتها نقرات كانت كفيلة بإضفاء بهجة على وجهها فقد كانت تتفائل بالاستيقاظ على هذه النقرات لتزيح الستارة قليلا فيتسلل ضوء الشمس إلى ملاءتها المرتبة وينعكس ضوءها في المرآة ليضئ جميع غرف المنزل بتوزيع نوراني غريب لم تستطع السيدة الجميلة فهمه حتى هذه اللحظة ، لكن الضوء هذه المرة كان أكثر ابهارا وروعة مما جعلها تخلع عنها ملابسها السوداء وترتدي زيا زهريا كان الأقرب إلى قلبها .. وقتها تذكرت القرنفلات فاتخذت القرار بأن تذهب لترى القرنفلة الجديدة التي نمت فجر اليوم كباقي القرنفلات وكما اعتادت أن تفعل .. لكن لوهلة لم تصدق عينيها فالمزهرية وضعت فتاة بلون القرنفل شديدة البياض المشبع بحمرة أقرب إلى حمرة خجل عذراء ذات حياء تفوح منها رائحة الزهور التي كانت ليلة أمس موجودة في هذا المكان ، لم يفزعها المنظر او يثير دهشتها ربما لأنها ايقنت ساعتها أن فتاة القرنفل ليست إلا هدية لها على طول وحدتها كي تصبح ونيسة ايامها المتبقية ، حملتها بحرص شديد فهذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها بمشاعر الأمومة ، حملتها وسط عيدان خضراء نضرة كانت كفراش وثير يفصلها عن الطاولة التي اعتلتها المزهرية لسنوات .. لم تتردد نغم في اطلاق اسم قرنفلة على ابنتها فقد كانت بالفعل زهرة قرنفل تحولت الى هذه الفتاة برائحتها الذكية .
استغرب أهل المدينة الوضع في البداية لكنهم سرعان ما اعتادوا على وجود قرنفلة بجوارهم تبث رائحتها العطرة في كل المكان كما كانت تفعلها المزهرية

الخميس، ١٣ مارس ٢٠٠٨

ده يرضي مين يا عرب

بأي ذنب يقتل هؤلاء ما الذي اقترفته ايديهم ليفارقوا الحياة دون أن يروا النور والحرية
ذنبهم أنهم خاضعين لحكام خونة وقادة اختفى لديهم الاحساس
افضح الصهاينة
ما ذنبه؟
محاولات فاشلة لانقاذ روح بريئة
صغار على الألم
آه
ولدي بدمي افتديه
من يعوضه عن ولده
طيور الجنة
الرحمة يارب
نظرة الوداع
فلذة كبدي الى السماء
حرم من نور الدنيا
بأي ذنب يعذبون
الجسد الطاهر يواريه الثرى
الثلاجات امتلأت بالجثث الطاهرة
وداعا يا شهيد
See what israel do to our children in Ghaza
And see our hope when murderes kill it in palastine















الثلاثاء، ٤ مارس ٢٠٠٨

نامت أعين الجبناء

شعر أستاذي أحمد مرتضى عبده
نامت أعين الجبناء
كما تنام العير
اندفن النفير
وتكسرت مثل النصال
أرواح المضاء
نزل الذين يسوس أغباهم
مدائننا
إلى الدشم الحصينة
تركوا كلاب الحرب
تفترس المدينة
بحثوا عن التبرير
والتمرير
والتغرير
بحثوا عن الكلمات
حتى لايزل لسانهم
فتغضب الدول الهجينة
ثم أعطوا الأمن أمرا
" أن يستسقظوا"
لتنام مصر بلا غضب
وتظل في
طابور مخبزها ... سجينة!!
***
سقطوا
كما سقطت قذائف
كل أبناء اللعينة
وحولت أجساد غزة
ميدانا لتدريب على القتل
واستباحوا ما تبقى
في صدور الناس من وهج
وأغرق سيد الصمت البليد
ما تبقى للسفينة
سقطوا
وسكنوا
في قصور الذل
وارتعشوا عراة في مخابئهم
لم ينبسوا
لم يهمسوا
لم يطرفوا حتى
وحياض غزة تستباح
وشيبها يتسابقون إلى الشهادة
فبأي عين يفتحون عيونهم
وكيف على مواجعنا العميقة
يمتطون
كيف يا ابناء آوى .. تحكمون
كيف فينا .. تنخرون
وأمام صهيون اللعين
تنحنون
وفوق أنفاس المدائن والقرى
تسترجلون...؟!
***
نامت أعين الجبناء
وخلت سواعدهم من النبض
وهيض جناحهم
ثم غيض الماء
جفت رجولتهم
وصاروا مثل أشباه النساء
فلا .. والتين والزيتون
والطفل الممزق في القطاع
" لن تكملوا عامكم هذا"
فما أنتم سوى العار الذي
يلتف في المدن الكسيحة
كالأفاعي
ولا.. والتين والزيتون
فما أنتم سوى
أخطاء تاريخ طويل
تجتمع .. دون داع...!!!
مارس 2008

الأحد، ٢ مارس ٢٠٠٨

غزة تحت السكين


شعر استاذي أحمد مرتضى عبده


بين أزيزٍ

وأزيز

تتناثر أشلاء

كشظايا

وتموت طفولة

تترمل أم

وتدفن

تحت الخُذلان العربي

آلاف الأحلام..!

**

بين أزيز

وأزيز

تسقط نافذة

وأفاريز

تتكوم غزة

تحت حصار الهمج النازيين

تحت السكين

والعرب المنقرضة

يتلهون بكأس الأمم الإفريقية

أو بالرقص البدوي

مع راعي البقر.. السكسوني

فلا أقسم بالعقبة

ولا

بالقاهرة المقهورة

لاأقسم بالبلدان المكسورة

وجلالتهم.. ونيافتهم.. وسيادتهم:

هذي الأجساد المذعورة

لاأقسم

بالوطن المحتل

_ من البحر إلى البحر_

لا أقسم بعواصمه المنكفئة

وسواعده المنخورة

وبغير شهيد

لن أقسم

وبغير صغير

مات قبيل القصف

من جوع

وبغير إمرأة

ماتت حبلى

على أسوار الحتف

ووراء الأفق المعتم

للشطآن العربية

يتسلى أبناء الشيطان

الداودي

بجنون القطف..!

**

بين أزيز

وأزيز

تغفو المدن العربية

في ضوضاء ملاهيها

ومغانيها

تلهث خلف طوابير

الخبز الفاسد

والماء الآسن

تنتظر المنح الأوربية

أو تجني الدولارات النفطية..!

**

بين أزيز .. وأزيز

تموت شهامة كل الأعراب

ولا تتحرك فيهم شعرة

يتراكم صدأ فوق ملامحهم

فيموءون

كقطط ناعمة

في أحضان العار..!

**

بين أزيز

وأزيز

ينقلب العرب المنقرضة

إلى قردة

لا تسمع

لا تنطق

لا تشهد

يتسحب منهم ثوب العزة

وهمو ينتظرون

نهاية غزة ..!

**

ما هذا العهر الرسمي

ما تلك النسونة العربية

ما هذي الثيران

على أحراش الأنظمة

الكلبية...؟!!

الأربعاء، ٢٧ فبراير ٢٠٠٨

لماذا


لماذا تأخذ منا الدنيا دوما ما نحب لماذا تحرمنا ممن نحب .. لماذا اختار الله لنا العذاب ؟ لماذا يتركنا مسلوبي الإرادة أمام ما نريد ؟ لماذا يجعلنا تابعين وأسياد ؟ يجعل مصائرنا معلقة بأياد دامية تحمل على عاتقها مهمة سلبنا رغباتنا وحرماننا مما نرغب ونختار..! اصبحنا مرغمين على الطاعة دون أن نمتلك حق الامتعاض أو الاعتراض .. صرنا مجرد أجساد بلا أرواح تسير في غياهب عالم قاتم المعالم يحمل لنا كرها دفينا وإحساسا مهينا يود لو بصق علينا أجمعين لأننا لم نعد سوى مجموعة من الملاعين . اخترنا أن نكون عبيدا للآخرين وأن نصبح بهائما في ركاب المخيرين لأننا ببساطة شديدة لسنا إلا مسيرين ...
تستيقظ ذات يوم لتجد نفسك مكبلا برغبات ليست لك وباختيارات لم يطلقها عقلك أو يشعر بها قلبك .. قلبك الذي دفن تحت أقدام أشخاص امتلكوا حق الحصول على إرادتك .. فقد أصبحت في قبضتهم ولن يضيرهم أن تمل حياتك وتكره الآخرين لأن جل اهتمامهم أن يكونوا مالكين .. لكل نقطة دم تسري بداخلك في حركة روتينية يومية .. مالكين لحلم راودت به نفسك في ليلة غابرة لم تعد ملامحها واضحة ولا تتذكر منها سوى أنك أفقت على دفعة قدم في ظهرك المثقل بالأحزان تحثك على أن تكمل حلمك بعيدا عن تلك المنطقة لأنهم تقريبا قد امتلكوها ولم يعد أمامهم سوى أن يمنحهم الله الصك الأخير ليفرضوا سيطرتهم التامة عليها ونظل نحن كما خلقنا .. تابعين وخاضعين نرفض أن نتحدث بأصوات عالية كيلا لا تستمع لنا الشياطين فتنقل لسادتها فحوى أحاديثنا الجانبية ويؤلونها وفقا لأهوائهم بما يتناسب مع عدائهم الشديد لكل ماهو من طين .. فيهرع السادة سريعا ليلقنوك درسا لن تنساه .. ولا تستبعد أن يحكموا عليك بأن تظل حبيس كوابيسك السوداء طيلة عشرة أعوام .. أو ربما يختارون لك شريكا في مآواك يشاطرك ذل الاستعباد .. لكن الاستعباد لن يكون القاسم المشترك الوحيد بينكما لأنه سيشاطرك ذلك الحلم الصغير القديم . هل تتذكره ؟! سياخذ منك أجزاءً منه وربما لا يترك لك منه سوى ذلك الضوء الباهت في نهايته عندما تفتحت عيناك على رداء أبيض ترتديه محمولا فوق أكتاف غير متناسقة تهزك هزات عنيفة تقلبك ذات اليمين وذات اليسار قبل أن يضعوك في هوة عميقة ويذرون عليك ذرات تراب تغلق فمك بسرعة حتى لا يتلقاها فتصبح مضطرا لبصقها أمامهم فيعرفون أنك لا تزال حيا عندها سيعيدونك حيث كنت ..نفس العبودية ونفس السيطرة من الجميع.

الجمعة، ٢٢ فبراير ٢٠٠٨

رحيل الكرامة العربية

في جنة الخلد يا مغنية
وداعا رجل الكرامة العربية

استهدفوه وقتلوه لا لشئ سوى لأنه رجل الكرامة العربية لأنه الرجل الذي وضعهم في مكانهم الطبيعي مع الخاسرين والمهزومين .. خططوا للخلاص منه لأنه كان لهم بالمرصاد ، بث الرعب في قلوب جنودهم وجعلهم يقتلون أنفسهم هربا من جحيم ينتظرهم على يديه اذا ما راودتهم أنفسهم للتوغل داخل أراضينا العربية ، جعل الجميع يقفون مطأطأي الرؤوس خزيا من موقفهم المتخاذل تجاه الاعتداء على لبنان
عماد مغنية الثعلب القائد رحل وترك شيخنا حسن نصرالله يكمل المشوار .. رحل وتركنا نأمل أن تستنسخ لنا الأرض العربية قائدا بمثل كفاءته .. رحلت يا مغنية وتركت في القلب غصة وفي الحلق مرارة وعزاؤنا الوحيد أنك مع الشهداء .
وداعا يا رجل الكرامة العربية .. فكل حروف الكون وكلمات الخلق لن تكفي لرثاءك .. وداعا

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠٠٨

إعتذار لن يقبله عبد الناصر


شعر استاذي أحمد مرتضى عبده


بعد ثمان وثلاثين
من هجرتك النورانية
إنكسر الرمح بأيدينا
وتشقق فينا الطين
أصبحنا ندماء الأندية الليلية
نتجمع كي نبكي أحلامك
نتقوس
في وتر الروح القبلية
يا..
رأس الهمم العربية..
**
بعد ثمان وثلاثين
صرنا غرباء .. ومدانين
نسفع رمل البلدان المحتلة
وننمو في طابور الإذعان
ننتظر الفرح الهارب من أزمان
في مقهى " الوحدة "..
نتنادم في ملهى " النهضة"
ونضحك من زمن مأفون
أجبرنا ألا نرفع رأسا
وأن نرفع
راية صهيون...!
**
بعد ثمان وثلاثين
يا سيدنا المأمون
صرنا أمريكان .. وبوذيين
وبقايا وطن عنين
لاأحد يغني
لا أحد يثور
لاأحد يفجر في الظلمات النور
صرنا مأجورين
بحفنة قمح
بعنا المصنع والصانع
وجلسنا في الوقت الضائع
ننتظر بقايا وهجٍ .. عابر
فلا تعذرنا
أو تقبل منا الأعذارا
نحن خذلناك .. جهارا
وقطعنا أيدينا
كي لاترفع كفا بسلاح
في وجه أعادينا ..!
**
بعد ثمان .. وثلاثين
تبت أيدينا
صرنا منفيين
نتسلى بالفقر
نتفكه بالقهر
نتلهى بالنسوة
ووننام كأحصنة نفقت
فنحن شعوب من زبد
وجنود من ورق
منذ رضينا
أن نرضى بالذل
ونهون على الناس
ونقبل أنصاف رجال
تتحكم حتى .. في دمع مآقينا ..!


يناير 2008

الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠٠٨

الإستسلام

اصعب اللحظات عندما تشعر باليأس
سنوات تمر وأنت تمشي مختالا ، توزع البهجة على المارة ترتفع أكتافك فخرا وزهوا بصحة أنعم الله بها عليك ، ثم ينتفخ صدرك للأمام بما ملأته من هواء بارد في ليلة من ليال آخر يناير الباردة ، تحيط الزمن بذراعيك وكأنك تملكه وتسيطر عليه ، تتناسى عن عمد أو لسذاجة فطرية تلك اللحظة التي سينتهي عندها كل شئ ، وقتها فقط ستتبدل الأمور وتختلف الصورة تماما دون أن تدرك أن الوقت قد حان وأن الزمن قد بدأ ينهش في منطقة لاوعيك وأنت لازلت تكابر وترفض تصديق أن لحظة اللاعودة اقتربت.
وبين صراعك للبقاء واستسلام اللاوعي للموت تحدث التحولات عندما تتهدل أكتافك بعد أن كانت جبالا تحمل عليها ويلات سنين مضت من عمرك ، كتفاك استسلما للواقع وأنت لازلت تدافع عن حقك في الخلود وعدم الرحيل ، وجهك يشحب تدريجيا وتختفي منه نضرة الحياة وتصبح أقرب بمن انقطعت شرايين الدماء عن رؤوسهم فباتوا في صُفرة مهيبة يقشعر لها بدن كل من اطلع عليها ، ثم يغلق الجفنان على نصف بياض العين ليتركا بصيصا من الضوء الخافت يسمح بتفسير ملامح الوجوه المحيطة بحسرتها ودموعها التي تختفي خوفا من تسرب اليأس لباقي الجسد الذي يعافر من أجل البقاء وهم لا يعلمون أن الوقت قد انقضى وأن دموعهم لن تشفع لك عند لاوعيك الذي ركع للموت.
أطرافك تبدأ في التحجر والتشكل بصور أشبه بتماثيل متحجرة تريد لو أمسكت فأسا وانهلت عليها تحطيما لكيلا تذكرك بالنهاية الحتمية .
حتى شعر راسك سيكون قد استسلم مع اللاوعي للموت فيرفض أي محاولات لتعديله يمينا أو يسارا ويأبى إلا أن يبقى في مكانه للأمام ليوحي بخنوع وخضوع غريب لما سيحدث وكأنه يستجيب مقدما لتلك العملية القاسية المؤلمة فيسير في اتجاهها لكيلا يعاني مع صاحبه أثناء الوداع الأخير .استسلم اللاوعي للموت وأصبحت الثواني المتبقية كنزا ثمينا لا يقدر بمال فكل منها تحمل علامة استسلام وتسليم لما هو آت حتى وإن كنت قادرا على إنكار ذلك..

الجمعة، ١ فبراير ٢٠٠٨

بلد جديد بمليون شهيد

شهداء العراق بالملايين
دوما كان الرد على تساؤل ما هي بلد المليون شهيد تسهل الإجابة عليه فالرد الوحيد المتاح :"الجزائر" تقولها وأنت واثق الكلمة تعلم أنك لن تخطئ ، أما الآن فقد أصبح العرب أمام إجابة أخرى وبلد آخر وصل فيه عدد القتلى في ظل الاحتلال إلى مليون و33 الف قتيل خلال أربعة أعوام منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 وحتى 2007 المنصرم منذ أكثر من شهر . أصبح العرب على موعد مع الإجابة على تساؤل بلد المليون شهيد بنطق اسم دولتين عربيتين فعليه الأول ذكر الجزائر ثم يلحقها فورا بالعراق المحتل .
فقد كشفت دراسة أجريت استناداً على مقابلات ميدانية ونشرت في لندن، أن اكثر من مليون عراقي قتلوا في أعمال العنف في العراق منذ غزو الولايات المتحدة وحلفائها لها في 2003. في حين اكد تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” ان الولايات المتحدة لا تزال تنتهك حقوق الإنسان في الداخل والخارج.وقال مركز استطلاعات الرأي “اوبينيون ريسرش بيزنس” الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن خمس الأسر العراقية فقدت واحداً على الأقل من أفرادها بين مارس 2003 واغسطس 2007.
وأوضح المركز في بيان له أنه يستند في دراسته الى احصاءات أجريت بعد مقابلات ميدانية شملت حوالي 2414 عراقياً تبلغ أعمارهم 18 عاماً على الأقل.
وقال انه سأل هؤلاء العراقيين عما إذا كانت أسرهم شهدت موت أحد أفرادها بسبب اعمال العنف، مستبعدة الوفيات بسبب الشيخوخة.
وأكد المركز “نقدر حاليا عدد القتلى بين مارس 2003 واغسطس 2007 بحوالي مليون و33 ألفاً”.
وحدد هامش الخطأ في هذه الدراسة ب 7،1%، مما يجعل عدد الموتى يتراوح بين 946 ألفاً ومليون و33 ألفاً.
وقالت الدراسة إن أكبر عدد من القتلى سجل في بغداد، حيث فقد أربعون في المائة من الأسر أحد أفرادها.
ويفيد آخر تعداد للسكان أجري في عهد صدام حسين في ،1997 ان هناك أربعة ملايين عائلة في العراق وأكثر من عشرين مليون نسمة.
من جانبها أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها، ان الولايات المتحدة لا تزال تنتهك حقوق الإنسان الأساسية من خلال الإبقاء على مراكز اعتقال سرية في الخارج، واعتقال أشخاص بطريقة غير شرعية أو مبررة في استخدام التعذيب.
ولم يسجل التقرير أي تحسن في وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، رغم جهود الكونجرس الامريكي لإنهاء التجاوزات المفترضة في إطار الحرب على الإرهاب.
وقالت المنظمة “لم يسجل أي تقدم واضح بشأن معاملة من يسمون مقاتلين أعداء بمن في ذلك أولئك المعتقلون في جوانتانامو او استخدام أماكن اعتقال سرية” في دول أجنبية.
وقالت المنظمة ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “سي آي إيه” أعلنت في ابريل انها حولت معتقلاً الى جوانتانامو مما يظهر بوضوح ان الولايات المتحدة لا تزال تمتلك مراكز اعتقال سرية في مناطق مختلفة من العالم.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” الى ان 39 شخصاً يعتقلون في مراكز اعتقال سرية امريكية،و أن الحكومة الامريكية اقرت باعتقال ما مجموعه مائة شخص. وقال التقرير “بموجب القانون الدولي هؤلاء الأشخاص لا يزالون “متوارين” بشكل غير شرعي حتى تعترف بهم الولايات المتحدة”.

الثلاثاء، ١ يناير ٢٠٠٨

نفس الوجه ونفس الملامح


أعرفه ..أعرف هذا الوجه .. رأيته منذ عشرة أعوام على ما أعتقد وربما اكثر ..أراه في كل مكان ، في القاهرة .. في الزقازيق .. في المنصورة .. في العتبة .. في المهندسين .. هو نفس الوجه اتأمله في كل مكان أعرفه جيدا هو نفس الشخص في الأتوبيس يطلب منك ثمن التذكرة على وجهه ابتسامة ودودة تود أن تحتضنه وتجلسه في مكانه على كرسيه وتطلب من الناس أن يتولوا جمع أثمان تذاكرهم سويا ليرتاح ويزيح عن كاهله تعب نصف قرن مضى .. هو نفس الوجه ببدلته البنية الفاتحة ينحني أمامك ليقدم لك كوبا دافئا من الشاي في مقهى شعبي يختفي وراء مئات البيوت وبنفس الإبتسامة الودودة يقدم لك الشاي وتود لو تلقاه منذ حمل صينيته وتحضر الشاي لنفسك بدلا من أن تراه منحنيا أمامك تسمع صرير مفاصله عند انحنائه وقد أخذ منها الزمان ليعطي لآخرين يبدأون مشوارهم مع الحياة .. نفس الوجه تراه خلف مقود التاكسي تشير له ليقلك معه إلى أي مكان تريده فيتوقف على مقربة منك وبابتسامته الودودة يجيبك بلطف :"اتفضل يابني " تركب بجواره تتأمل ملامحه وقد علا جبينه همٌ يكفي ليبدل زرقة السماء سوادا ولتتشح البحار حزنا لكن البسمة لا تفارق شفاهه .. تود أن يطول الطريق لكي تظل معه تؤنس وحدته مع هذه الآلة تغير بعضا من الملل الذي يشعر به بعدما حفظ كل البيوت وعرف كل الشوارع الضيقة وأصبح المكان بالنسبة له مجرد " لقمة عيش" تخرج ضعف ما يطلبه منك أملا في أن ترضيه فيعود إلى أبنائه ليكمل يومه .. لكن هيهات فالطريق لا يزال طويلا وأطول منه مشوار ملئ بالعقبات.
هو نفس الوجه بملامحه الدقيقة تعلوه نفس الإبتسامة غير المصطنعة ونفس الملامح التي حفرها الزمان خطوطا دقيقة في وجهه يحمل كل خط منها ذكرى حزينة أو ليلة كئيبة نام فيها دون عشاء هو وأولاده .. ترى وجهه وقد امتلأ بالتجاعيد التي لو ضممتها الى بعضها لصنعت نهرا من الأحزان ورغم هذا كله لا تزال نفس الإبتسامة الودودة تزين شفتيه تظهر خلفها على استحياء اسنان تآكلت بفعل الزمن والسجائر أيام الصبا قبل أن يتركها لاخوفا من الموت فهو آت لكن لأن ابنائه يحتاجون كل قرش قد ينفقه على الدخان فاختار ابنائه ورمى مزاجه تحت قدميه بعزيمة المنكسر والمغلوب على أمره.
نفس الملامح لنفس الوجه تراها كل يوم بشعره الأبيض على جانبي رأسه الى أن يقل هذا البياض تدريجيا كلما ارتفعت بعينيك إلى الأعلى لترى كل شعره وقد انسابت من بين خصلاته السوداء بضع شعرات بيضاء تصنع تباينا وقورا يشعرك بالفخر أنك تراه وتتعامل معه فهو نفس الرجل الذي قدم لك الشاي وهو الرجل الذي اختلط عرقه بتراب أرضه وهو ممسك بفأسه وقد التف جلبابه حول خصره فوق ركبتيه اللتين سترهما ببنطال بني من الصوف .
هو ذاته الرجل المصري الودود الذي التقيته عند باب منزلك وهو يحمل بين يديه سلعة ما قد تساعده على هذه الحياة فتعرض عنه حتى قبل أن يقول لك مبتغاه . هو المصري بهمومه وأهاته وأحزانه ولاتزال نفس الإبتسامة تعلو وجهه.. ولازلت مصرا على احتضانه مهما طال الزمن.