الثلاثاء، ١٣ نوفمبر ٢٠٠٧

ويحك يا وطن

الفساد بقى ملطخ ايدين الناس ومحدش قادر يقوله لأاحنا بنطاطي بس مصر مش لازم تطاطي زينا
إذا كانت حياتنا مليئة بالألم والنحيب والصراخ ..إذا كانت حياتنا ترضعنا المذلة والظلم
والضياع .. لم الحياة في وطن لا نجيد فيه إلا أن نكون مطأطأي الرؤوس ومفككي الصفوف ؟..لما الحياة في وطن يلفظنا ويرمينا في غياهب بحر مظلم ؟.. لما الحياة في وطن وصل فيه الفساد مداه وأصبح الأب يعظ ابنه بالخضوع والمحاباة ؟.. لم الحياة في وطن أصبحت فيه الأمهات يبكين على أطفالهن الذين داست عليهم براثن الظلم وأقدام الطغاة ؟.. لم الحياة في وطن أصبح فيه الكريم لئيما والفاسدون فيه هم اسياد الحياة؟.. لم الحياة ؟
يمر اليوم وفي ذيله تلتصق آهات وعبرات وآلام ..تلتصق فيه دماء آلاف الضحايا و دموع أم مكلومة فقدت مستقبلا سهرت لأجله وتحملت مر الأيام السوداء التي يحياها شعب أصبح مكبلا بالأصفاد والهموم والخوف .
سواد تتشح به السماء يطلقون عليه سحابة سوداء وكذبا يقولون أن قش الأرز هو المتهم .. إدعاء باطل فالسواد جاء من تلك القلوب التي امتلأت بالحقد والكره والتآمر .. السواد جاء من ألسنة منافق يعيث في الأرض خرابا وتدميرا .
وطن أصبح الناس فيه بلا استثناء مرددين لعبارات المدح والشكر والثناء لمن يرونه الأعلى وفوق كل الأسماء يرونه ولي نعمتهم وممسك رزقهم والمتحكم في أمرهم .. لكن هيهات إنهم فعلا البلهاء لايعرفون أن هناك رباً ينتقم من مثل هؤلاء .
اي وطن ذلك الذي يقبل أن يحيا فيه الناس أمواتا لا يجدون قوت يومهم ولا قوت ساعات أو حتى بقايا وفتات .. وطن فيه المرض أصبح واجبا قوميا لافرار منه كالتجنيد الإلزامي وأصبح الموت في البحر فيه عادة لا تنقطع .. وطن المسافر فيه مسافر للاعودة يقطع تذكرته للقاء ربه على أي شاكلة دون نقاش أكان شهيدا كما يريدون أو طماعا كما عليه يفترون .. وطن فيه المفتي يضع نصب عينيه رضا ولي النعم وشيخ الأزهر فيه قد بلغ من العمر الهِرَم كلامه ليس إلا مجرد خزعبلات واضغاث أحلام قالها الشيخ الجليل وهو من اعتاد في أي مؤتمر أن ينام !
وطن فقد الشعب فيه صوته في اعتصامات واضرابات وهتافات والمسئولون كالأصنام وكأنما فقدوا حاسة السمع أو اصابتهم صدمة من الشعب المسالم الذي ظل خاضعا عبر الأيام اسكتتهم عن الرد أو حتى تحقيق ولو أقل المرام وارضاء من رضوا زمنا بلقمة خبز وكوب ماء ومكان لينام.
الآن لم يعد هناك خبزا ولا ماءً ولا مكان لينام الخبز تسرطن والماء تسمم والأماكن هدمتها المحافظة على السكان .. المرض ينهش شبابا لم يعرف منذ ولد معنى أن يكون سليما جاء منذ مولده ليحيا في وطنه عليلا قائمة من الأمراض تنتظره وعليه فقط أن يختار وبالفعل لن يحتار فالموت هنا مؤكد حتى وإن لم تشأ الأقدار إنه عقاب من الرب لمن رفضوا الوقوف في وجه المدمرين والفجار .. ومن لم يمت بمرض اصطفاه النظام له فليمت غريقا أو حريقا أو حتى تحت القطار
.