الجمعة، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٧

في ذكر اللبنانية التي احببت .. تركتني وحيدا اعيش مرارة فراقها

ربما يكون الفراق
كانت نسمة هواء عليل تداعب وجنات عاشق هام في حبها لحظات عشق جميل ذاب فيها وعاش أياما وشهورا يلامس بخياله أطراف اصابعها الدقيقة البيضاء وأنفها الصغير تعتليه حمرة برد اصابها فتلون خداها بلون وردي فاتح كخجل عذراء ارتفع ثوبها فكشف عن ساقيها .. شعرت ان ريحا تهب فجأة فتحملني اليها اركز ناظري ناحية عينيها البنية التي تصنع تباينا ربانيا مع بشرتها البيضاء الشفافة، وشفتاي تقتربان من شفاه اعتقد انها اختفت وسط خجل أو ايمان منعها أن تجاريني في مطلبي الخيالي وان تمنحني سر الخلود من تلك الشفتين .
ضربت يدي في قلبي لأجتث لها كل ذرة كره بداخلي لتتأكد أن حبها انتزع مني الكراهية وزرع في أعماقي بذورا غريبة برائحة عطرة ونمو سريع استعجبت منه لكنني استمتعت به فقد غير من حياتي ومنحني قوة لم أعتدها من قبل قد تكون شعرت بها من سعة حبي لها واشتياقي لضمها حتى تجتمع ضلوعي بضلوعها لنكون سويا كائنا سرمديا منالعشق والحب يكون وجوده في الدنيا امداد للمحبين بجرعات حب مركزة وعشق خالص دون أن تختلط به رغبات او نزوات حيوانية . أن نكون بعد اندماجنا شجرة حب عملاقة جذورها مروية بماء الهوى وفرعها هيام واوراقها سهام كيوبيد تصيب المارين بجوارنا فتدخلهم حالة متفردة عشانها وسط اجتماعنا منذ الاف السنين .
تركتني لأحيا مرارة فراق المني وجعلني وحيدا لأأقوى على مجاراة نفسي ولا استطيع كبح جماح تفكيري بها طوال الوقت تركتني لأفكر في اشياء لا علاقة لها بما بنيناه سويا حيث كنا قد اتفقنا على ان اطير اليها مع السحاب وان نتزوج ونفعل سويا ما نشاء وان يجمعنا بيت واحد وغرفة واحدة وسرير واحد لا يفصلنا فيه سوى بقايا ذرات هواء اجتمعت لتكون حدا فاصلا بين جسدي الملتصق بها وكنا قد اتفقنا ذات مرة انا ننجب ولدا وبنت نسمي الفتى ادم ولارا كان من نصيب الفتاة وأن ندخلهما جامعات ونشيد لهم قصورا تؤينا جميعا فوق السماء تضيئها النجوم وتزينها الغيوم البيضاء التي ربما كانت قد جاءت محملة بعطر ملائكي يتناسب مع رقة محبوبتي الجميلة فهي الاساس الحقيقي للقمر الذي انتزع منها جزءا ليستطيع أن ينير الليل الذي استطاع أن يحصل هو الآخر على جزء من شعرها الأسود ليحافظ على ما جعله عليه الله .
ضاعت احلامي معها ولم نعد نشعر بقوانا سويا ولا بارتعاشات حبها ولا برجفة قلبي عندما المس جزءا من هذا الجسد البارع الجمال والكمال قد يصفوني بالخروج عن طبيعة الخلق لكنني حقا لم ارى مثلها اي خلق أو بشر ولازلت أشك أن الملائكة لايختلفون عنها كثيرا .
قد يكون القدر ابعدنا لكن لاتزال حواسي تشعر بكل جزء فيها حتى تلك الاجزاء التي لاأعلم عنها شيئا الا انني أعلم انها قطعة مني اختار القدر ان يقتلعها من جسدي ليتركه داميا غارقا في ذكرياته مع هذه اللبنانية التي احبتني..

محمد الشواف