الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠٠٨

إعتذار لن يقبله عبد الناصر


شعر استاذي أحمد مرتضى عبده


بعد ثمان وثلاثين
من هجرتك النورانية
إنكسر الرمح بأيدينا
وتشقق فينا الطين
أصبحنا ندماء الأندية الليلية
نتجمع كي نبكي أحلامك
نتقوس
في وتر الروح القبلية
يا..
رأس الهمم العربية..
**
بعد ثمان وثلاثين
صرنا غرباء .. ومدانين
نسفع رمل البلدان المحتلة
وننمو في طابور الإذعان
ننتظر الفرح الهارب من أزمان
في مقهى " الوحدة "..
نتنادم في ملهى " النهضة"
ونضحك من زمن مأفون
أجبرنا ألا نرفع رأسا
وأن نرفع
راية صهيون...!
**
بعد ثمان وثلاثين
يا سيدنا المأمون
صرنا أمريكان .. وبوذيين
وبقايا وطن عنين
لاأحد يغني
لا أحد يثور
لاأحد يفجر في الظلمات النور
صرنا مأجورين
بحفنة قمح
بعنا المصنع والصانع
وجلسنا في الوقت الضائع
ننتظر بقايا وهجٍ .. عابر
فلا تعذرنا
أو تقبل منا الأعذارا
نحن خذلناك .. جهارا
وقطعنا أيدينا
كي لاترفع كفا بسلاح
في وجه أعادينا ..!
**
بعد ثمان .. وثلاثين
تبت أيدينا
صرنا منفيين
نتسلى بالفقر
نتفكه بالقهر
نتلهى بالنسوة
ووننام كأحصنة نفقت
فنحن شعوب من زبد
وجنود من ورق
منذ رضينا
أن نرضى بالذل
ونهون على الناس
ونقبل أنصاف رجال
تتحكم حتى .. في دمع مآقينا ..!


يناير 2008